
قوة، تحكم، وصحة أفضل: دليلك الشامل لتمارين كيجل
يا أخي، دعني أسألك سؤالا مباشرا… هل سبق لك أن صادفت مصطلح “تمارين كيجل”؟
ربما مر هذا المصطلح على مسامعك مرور الكرام، كهمسة في زحام المعلومات اليومية… أو لعل هذه هي المرة الأولى تماما التي يطرق فيها هذا الاسم باب وعيك. في كلتا الحالتين، صدقني حين أقول لك: إن هذه التمارين، البسيطة في ظاهرها كحركة جفن، تملك في جوهرها القدرة على إحداث تغيير… تغيير جوهري وحقيقي في صميم صحتك وجودة حياتك.
فكر فيها هكذا: تمارين كيجل هي بمثابة مفتاح سري تمتلكه، مفتاح صغير يمكنك أن تستخدمه في أي وقت وفي أي مكان — دون الحاجة لأي معدات خاصة على الإطلاق — لتفتح به أبوابا مغلقة نحو صحة أفضل. وهذا الحديث بيننا، يا أخي، ليس مجرد دليل… بل هو رحلة غوص عميقة سنخوضها معا في عالم تمارين كيجل، لنكتشف أسرارها الخفية، وكيفية الاستفادة من كل قطرة قوة فيها، لنصل إلى شاطئ حياة أكثر صحة… وأكثر سعادة.

أهداف هذا المقال
إن الأهداف التي وضعتها نصب عيني في هذا الحديث محددة بوضوح تام، فهو يسعى أولا وقبل كل شيء إلى أن يعرفك بتمارين كيجل، وأن يروي لك قصة اكتشافها… تلك القصة التي غيرت بصمت حياة الكثيرين. كما أنه سيقدم لك شرحا تفصيليا ومبسطا، كأنني أجلس بجانبك، عن كيفية أداء هذه التمارين بالشكل الصحيح والفعال لتحقيق أفضل النتائج الممكنة. وسوف نستكشف معا الفوائد الصحية المتعددة والمدهشة لتمارين كيجل، فوائد تمتد لكل من الرجال والنساء على حد سواء. ثم سيقدم لك هذا الحديث نصائح عملية وحقيقية لدمج هذه التمارين بسلاسة وانسيابية في روتينك اليومي المزدحم. بالإضافة إلى كل ذلك، سيجيب على تلك الأسئلة الشائعة التي قد تدور في ذهنك، وسيصحح المفاهيم الخاطئة التي تحوم حول تمارين كيجل كضباب كثيف. وأخيرا، سأضع بين يديك خطة عمل واضحة وصريحة، لمساعدتك على بدء رحلتك مع تقوية عضلات قاع حوضك.
ما هي تمارين كيجل؟ رحلة اكتشاف قوة عضلات قاع الحوض

لنفترض للحظة وجود مجموعة من العضلات غير المرئية، كامنة في اعماق جسمك. تخيل ان هذه العضلات تشبه شبكة ارجوحة مرنة وقوية، تمتد في اسفل حوضك لتدعم كل ما فوقها. يطلق الاطباء على هذه العضلات تحديدا اسم “عضلات قاع الحوض“. وتمثل تمارين كيجل، ببساطة مذهلة، طريقة ذكية ومباشرة لتقوية هذه المجموعة العضلية الحيوية والمنسية.
وتعود قصة اكتشاف هذه التمارين الى اربعينيات القرن الماضي… تخيل معي ذلك الزمن. في ذلك الوقت، كان هناك طبيب امريكي متخصص في امراض النساء والتوليد، رجل فذ يدعى ارنولد كيجل. كان الدكتور كيجل يعمل بجد وشغف في عيادته، محاولا فهم اسرار الجسد الانساني المعقد. ولقد لاحظ الدكتور كيجل نمطا متكررا ومثيرا للاهتمام لدى مرضاه. كان العديد من مراجعينه، وخصوصا النساء بعد معاناتهن مع الولادة، وكذلك كبار السن، يعانون من مشاكل في التحكم بالمثانة… وهو ما نعرفه اليوم باسم “سلس البول“. كان شعور هؤلاء المرضى، يا اخي، يتراوح بين الاحراج الشديد وعدم الراحة، وصولا الى القيود المؤلمة التي تفرضها هذه المشكلة على تفاصيل حياتهم اليومية.
ولادة حل فعال
فقرر الدكتور كيجل، بفضوله العلمي النبيل واصراره على ايجاد حلول حقيقية، ان يبحث بعمق في جذور هذه المشكلة. بدا بدراسة تشريح الحوض بدقة متناهية، والتفكير في طرق مبتكرة لتقوية تلك العضلات المسؤولة عن التحكم بالمثانة. وهكذا، وبعد سنوات طويلة من البحث والتجربة… ولدت تمارين كيجل، كحل فعال وغير جراحي ينبع من داخل الجسم نفسه. ومنذ ذلك الحين، اصبحت تمارين كيجل جزءا اساسيا لا يتجزا من برامج العلاج الطبيعي والرعاية الصحية حول العالم. وانتشرت هذه التمارين البسيطة والقوية لتغير حياة الملايين نحو الافضل، من غرف العلاج الطبيعي المعقمة الى عيادات الاطباء المزدحمة ومراكز اللياقة البدنية الصاخبة.
والان، لنتعمق اكثر في فهم اهمية عضلات قاع الحوض. تخيل ان جسدك بناء شاهق… تمثل فيه عضلات قاع الحوض ذلك الاساس الخرساني القوي الذي يدعم كل طابق فوقه. وبدون اساس متين، قد يبدا المبنى بالاهتزاز او التعرض لمشاكل هيكلية خطيرة. هكذا تماما تعمل عضلات قاع الحوض، فتقويتها ليست رفاهية، يا اخي، بل هي ضرورة صحية لا غنى عنها.
الوظائف الحيوية لعضلات قاع الحوض

تؤدي هذه العضلات الرائعة وظائف حيوية متعددة ومتشابكة. فهي تعمل كشبكة امان قوية ومرنة، تحمل الاعضاء الداخلية في مكانها الصحيح وتحميها. تعتمد المثانة والامعاء، والرحم لدى النساء، بشكل اساسي على هذه الشبكة للبقاء في موضعها التشريحي السليم. وبدون هذا الدعم القوي، قد تحدث مشاكل خطيرة مثل الهبوط الحوضي، وهي حالة مزعجة قد تؤثر بشكل كبير على جودة الحياة.
كذلك، فان هذه العضلات مسؤولة بشكل مباشر عن فتح واغلاق الفتحات السفلية للجسم، مثل مجرى البول والشرج. يمكنك ان تتخيلها كبوابات دقيقة وحارسة، تتحكم بوعي في وقت وكيفية خروج الفضلات من جسدك. وهذا التحكم الدقيق هو ما يساعد على منع ذلك التسرب غير الارادي والمحرج للبول عند الضحك او العطس.
دورها في الصحة الجنسية والاستقرار الجسدي
بالاضافة الى ذلك، تلعب هذه العضلات دورا مهما ومباشرا في الاداء والمتعة الجنسية. بالنسبة للنساء، يمكن لتقوية عضلات قاع الحوض ان تزيد من الاحساس والمتعة اثناء العلاقة الحميمة، وقد تساعد في الوصول الى هزات جماع اقوى واعمق. اما بالنسبة للرجال، فتساعد هذه العضلات في الحفاظ على انتصاب اقوى والتحكم بشكل افضل في عملية القذف.
وقد يكون مفاجئا لك ان تعلم ان عضلات قاع الحوض تساهم ايضا في استقرار الحوض والعمود الفقري السفلي. وهذا يعني انها تؤثر بشكل مباشر على توازنك العام وطريقة مشيك. ان عضلات قاع الحوض القوية يمكنها المساعدة في تحسين وضعية الجسم وتقليل آلام اسفل الظهر المزعجة.
كما تلعب عضلات قاع الحوض دورا مساعدا في عملية التنفس نفسها. فهي تعمل بتناغم وتزامن مدهش مع عضلة الحجاب الحاجز، وتساعد في تنظيم ضغط البطن اثناء التنفس العميق والسعال والضحك. كل هذه الوظائف الحيوية تجعل من عضلات قاع الحوض احدى اهم المجموعات العضلية في الجسم… وان كانت خفية.
كيف تؤدي تمارين كيجل بشكل صحيح؟ دليلك الشامل خطوة بخطوة

بعد ان فهمنا بعمق اهمية عضلات قاع الحوض، حان الوقت لنتعلم معا كيفية اداء تمارين كيجل. قد يبدو الامر معقدا بعض الشيء في البداية، ولكن صدقني، مع الممارسة والتركيز، ستصبح هذه التمارين جزءا طبيعيا من روتينك اليومي، كشرب الماء.
الخطوات الاساسية للتمرين
الخطوة الاولى: تحديد العضلات الصحيحة
الخطوة الاولى والاهم على الاطلاق هي تحديد العضلات الصحيحة. ان هذه الخطوة هي الاساس الذي يبنى عليه كل شيء آخر. تخيل انك تحاول ايقاف تدفق البول اثناء التبول… تلك العضلات التي تستخدمها للقيام بذلك هي تحديدا عضلات قاع الحوض المستهدفة. يمكنك في المرة القادمة التي تذهب فيها الى الحمام ان تحاول ايقاف تدفق البول لثانية واحدة في منتصف العملية. هذا الاحساس بالشد هو بالضبط ما نبحث عنه، ولكن تذكر جيدا، هذه مجرد طريقة للتعرف على العضلات وليست طريقة للممارسة — فلا تمارس تمارين كيجل ابدا اثناء التبول، لان ذلك قد يسبب مشاكل في المثانة على المدى الطويل. بالنسبة للنساء، يمكن ادخال اصبع نظيف في المهبل، فاذا شعرت بضغط حول الاصبع عند محاولة شد عضلات قاع الحوض، فانت تستخدمين العضلات الصحيحة. اما للرجال، فيمكنكم وضع اصبع على المنطقة الواقعة بين كيس الصفن وفتحة الشرج، حيث يجب ان تشعر بحركة هذه المنطقة وارتفاعها عند انقباض العضلات.
الخطوة الثانية: اختيار وضعية الجسم
الخطوة الثانية هي اختيار وضعية الجسم الصحيحة للبدء. يمكنك اداء تمارين كيجل في اي وضعية تقريبا، لكن في البداية، قد تجد انه من الاسهل التركيز وانت مستلق على ظهرك مع ثني ركبتيك قليلا. ابدا بالاستلقاء على سطح مريح، ضع وسادة صغيرة تحت راسك واثن ركبتيك مع وضع قدميك بشكل مسطح على الارض. تساعد هذه الوضعية على استرخاء عضلات البطن والفخذين، مما يسهل عليك التركيز على عضلات قاع الحوض فقط.
الخطوة الثالثة: اتقان تقنية التمرين
الخطوة الثالثة هي اتقان تقنية التمرين الاساسية. ينقسم التمرين الى ثلاث مراحل رئيسية وواضحة. المرحلة الاولى هي الانقباض او الشد؛ تخيل انك تحاول رفع شيء خفيف بعضلات قاع الحوض، قم بشد هذه العضلات للداخل وللاعلى. حاول الاحتفاظ بهذا الانقباض لمدة تتراوح بين ثلاث الى خمس ثوان في البداية. من المهم جدا ان تتاكد من عدم شد عضلات البطن او الفخذين، يجب ان يظل تركيزك منصبا على عضلات قاع الحوض فقط. المرحلة الثانية هي الاسترخاء او الارخاء؛ بعد انتهاء مدة الانقباض، استرخ تماما لمدة مماثلة. هذه المرحلة لا تقل اهمية عن مرحلة الانقباض، تخيل انك تحرر العضلات وتتركها تعود الى وضعها الطبيعي. المرحلة الثالثة هي التكرار؛ كرر عملية الانقباض ثم الاسترخاء من عشر الى خمس عشرة مرة. هذه المجموعة الكاملة تشكل جلسة تمرين واحدة.
نصائح هامة لضمان الأداء الصحيح
ومن النصائح الهامة لضمان الأداء الصحيح، التركيز على عضلات قاع الحوض فقط. فمن السهل جدا أن تبدأ في شد عضلات أخرى بشكل غير واع، لكن هذا يقلل من فعالية التمرين. يمكنك وضع يدك على بطنك للتأكد من أنها لا تنقبض. كما يجب أن تتنفس بشكل طبيعي ومنتظم، لا تحبس أنفاسك أبدا أثناء أداء التمرين. يمكنك محاولة تنسيق التنفس مع التمرين، بالزفير أثناء الانقباض والشهيق أثناء الاسترخاء. وكن صبورا يا أخي، ولا تستسلم… فقد يستغرق الأمر وقتا لإتقان التقنية. في البداية قد تجد صعوبة في الشعور بالعضلات، وهذا طبيعي تماما. تدرج في شدة التمرين، ابدأ بالاحتفاظ بالانقباض لثوان قليلة ثم زد المدة تدريجيا. استخدم قوة التخيل… يمكن أن يساعدك التخيل الذهني في أداء التمرين بشكل أفضل. ولا تفرط في التمرين، فالبدء بثلاث جلسات يومية يعد نقطة انطلاق مناسبة لمعظم الناس.
فوائد تمارين كيجل: أكثر مما تتخيل!

بعد أن تعلمنا كيفية أداء هذه التمارين، لنستكشف الآن الفوائد المذهلة التي يمكن أن تجلبها لحياتنا. ستندهش حقا من مدى التأثير الإيجابي لهذه التمارين البسيطة على جودة حياتك اليومية.
تحسين التحكم في المثانة وعلاج سلس البول
تخيل أنك تستطيع الضحك بصوت عال من قلبك، أو العطس بقوة، أو القفز بحرية دون أي قلق من تسرب البول. هذا بالضبط ما يمكن أن تساعد به تمارين كيجل. تعمل عضلات قاع الحوض كصمام أو عضلة عاصرة حول مجرى البول. وعندما تقوي هذه العضلات، تصبح أكثر كفاءة في إغلاق مجرى البول بإحكام، حتى تحت الضغط المفاجئ. وهذا هو أساس علاج ما يسمى بسلس البول الإجهادي. وهذه الفائدة مهمة بشكل خاص للنساء بعد الولادة، حيث يمكن أن تضعف عضلات قاع الحوض بشكل كبير. كما أنها مفيدة للغاية للرجال والنساء مع التقدم في العمر.
الوقاية من هبوط الأعضاء الحوضية ودعمها
بالنسبة للنساء بشكل خاص، يمكن أن تكون تمارين كيجل درعا واقيا حقيقيا ضد مشكلة هبوط الأعضاء الحوضية. تحتاج الأعضاء الداخلية مثل المثانة أو الرحم إلى دعم قوي لتبقى في مكانها الصحيح، وتمارين كيجل توفر هذا الدعم الحيوي. يحدث هبوط الأعضاء الحوضية عندما تضعف عضلات وأربطة قاع الحوض لدرجة أنها لا تعود قادرة على دعم الأعضاء بفعالية. وهذا يمكن أن يؤدي إلى شعور بالضغط أو الثقل في منطقة المهبل. من خلال تقوية عضلات قاع الحوض بانتظام، يمكنك تقليل خطر الإصابة بالهبوط الحوضي بشكل كبير، أو تخفيف أعراضه إن وجد.
تحسين الصحة الجنسية للرجال والنساء
نعم، لهذه التمارين تأثير إيجابي ومباشر على حياتك الجنسية أيضا. بالنسبة للرجال، يمكن أن تساعد تمارين كيجل في تحسين التحكم في عملية القذف. فمن خلال تقوية العضلات المسؤولة عن القذف، يمكن للرجال اكتساب المزيد من القدرة على التحكم في توقيت القذف، مما قد يساعد في حالات القذف المبكر. كما يمكن أن تساهم أيضا في تقوية الانتصاب، حيث تساعد عضلات قاع الحوض القوية في الحفاظ على تدفق الدم محبوسا في القضيب أثناء الانتصاب. أما بالنسبة للنساء، فيمكن أن تزيد تمارين كيجل من الإحساس والمتعة أثناء العلاقة الحميمة، فالعضلات القوية تعني المزيد من التحكم والوعي بمنطقة الحوض وزيادة تدفق الدم. كما يمكن أن تساعد في تحقيق هزات جماع أقوى، فالعضلات القوية تسمح بانقباضات إيقاعية أقوى أثناء الذروة الجنسية.
دعم صحة البروستاتا لدى الرجال
بالنسبة للرجال، يمكن أن تكون تمارين كيجل مفيدة جدا لدعم صحة البروستاتا. تساعد هذه التمارين في تحسين الدورة الدموية في منطقة الحوض بأكملها. وهذا يعني وصول المزيد من الأكسجين والمغذيات إلى غدة البروستاتا، مما يدعم صحتها العامة. وبالنسبة للرجال الذين يعانون من حالات مثل التهاب البروستاتا المزمن أو تضخم البروستاتا الحميد، يمكن لتمارين كيجل أن تساعد في تخفيف بعض الأعراض المزعجة. كما تشير بعض الدراسات إلى أن الحفاظ على قوة عضلات قاع الحوض قد يلعب دورا في الوقاية من بعض مشاكل البروستاتا مستقبلا.
تحسين الأداء الرياضي والاستقرار العام
إن العديد من الرياضيين المحترفين يمارسون تمارين كيجل كجزء أساسي من روتينهم التدريبي. إن عضلات قاع الحوض القوية تساهم بشكل مباشر في تحسين استقرار الجذع الأساسي للجسم. وهذا يعني تحسين التوازن والتحكم في الجسم، وهو أمر حيوي في العديد من الرياضات. كما يعني زيادة القوة والثبات في الجزء السفلي من الجسم، مما يحسن الأداء في رياضات مثل الجري والقفز. ويؤدي أيضا إلى تقليل خطر الإصابة، خاصة في منطقة أسفل الظهر، من خلال توفير دعم إضافي ومستقر للعمود الفقري.
تخفيف آلام أسفل الظهر المزمنة
حتى آلام أسفل الظهر المزعجة يمكن أن تستفيد من تمارين كيجل. تعمل عضلات قاع الحوض بالتناغم مع عضلات البطن العميقة وعضلات الظهر لدعم واستقرار العمود الفقري السفلي. وعندما تكون هذه العضلات قوية، فإنها تساعد في تحسين وضعية الجسم، حيث تحافظ على الانحناء الطبيعي للعمود الفقري. كما تساهم في توزيع الحمل بشكل أفضل عند رفع شيء ثقيل، مما يقلل من خطر إصابة الظهر. ويوفر قاع الحوض القوي قاعدة ثابتة للعمود الفقري، مما يساعد في تقليل الحركات التي قد تسبب الألم.
جدول تمارين كيجل: خطة عملية وتدريجية لتحقيق أفضل النتائج

بعد استكشاف هذه الفوائد، قد تكون متحمسا لبدء رحلتك مع تمارين كيجل. إليك خطة عملية وجدول تدريجي يمكنك اتباعه لبناء قوة عضلات قاع الحوض بشكل آمن.
المرحلة الزمنية | التفاصيل (التكرارات، مدة الانقباض والاسترخاء، عدد الجلسات) |
الأسبوع 1-2 | التكرارات: 10 في كل جلسة. مدة الانقباض: 3 ثوان. مدة الاسترخاء: 3 ثوان. الجلسات: 3 يوميا. |
الأسبوع 3-4 | التكرارات: 12 في كل جلسة. مدة الانقباض: 4 ثوان. مدة الاسترخاء: 4 ثوان. الجلسات: 3 يوميا. |
الأسبوع 5-6 | التكرارات: 15 في كل جلسة. مدة الانقباض: 5 ثوان. مدة الاسترخاء: 5 ثوان. الجلسات: 3 يوميا. |
الأسبوع 7-8 | التكرارات: 15 في كل جلسة. مدة الانقباض: 6 ثوان. مدة الاسترخاء: 6 ثوان. الجلسات: 4 يوميا. |
هذا الجدول مصمم ليساعدك على بناء قوة وتحمل عضلات قاع الحوض بشكل مدروس. في الأسبوعين الأولين، نبدأ بعدد قليل من التكرارات ومدة قصيرة للانقباض للسماح لجسمك بالتكيف. ومع مرور الوقت، نزيد تدريجيا عدد التكرارات ومدة الانقباض، وهذا المبدأ يتحدى عضلاتك ويدفعها للنمو. لاحظ أن مدة الانقباض والاسترخاء متساوية دائما، وهذا مهم لمنع إجهاد العضلات. نحافظ على ثلاث جلسات يومية في معظم الأسابيع لتوفير تحفيز كاف دون إفراط. تذكر أن هذا الجدول هو دليل إرشادي، ويمكنك تعديله ليتناسب مع قدراتك، مع الاستماع دائما لإشارات جسمك.
ولدمج تمارين كيجل في روتينك اليومي بسلاسة، يمكنك ربطها بأنشطة ثابتة.
- قم بأداء جلسة أثناء تنظيف أسنانك، أو مارسها أثناء الاستحمام أو تحضير القهوة.
- يمكنك أيضا القيام بها أثناء انتظارك في طابور أو في إشارة المرور.
- من الممكن استخدام قوة التذكيرات التكنولوجية عن طريق وضع ملاحظات لاصقة أو ضبط تنبيهات متكررة على هاتفك.
- اجعلها جزءا من روتين لياقتك البدنية الحالي، كأن تضيفها إلى تمارين اليوغا أو التمدد.
- استعن بالتطبيقات المساعدة المصممة خصيصا لتتبع وتذكيرك بأداء التمارين.
- حاول أن تجعلها تجربة ممتعة بالاستماع إلى الموسيقى أو تحدي نفسك لزيادة التكرارات.
خاتمة: رحلتك نحو صحة أفضل تبدأ اليوم مع تمارين كيجل

وها نحن نصل إلى نهاية رحلتنا في عالم تمارين كيجل. لقد استكشفنا معا أهمية هذه التمارين القوية، وكيف يمكنها أن تحدث تغييرا حقيقيا في صحتنا وجودة حياتنا.
تذكر دائما يا أخي أن تمارين كيجل هي أكثر من مجرد تمارين عضلية، بل هي استثمار ثمين في صحتك على المدى الطويل. وسواء كنت تسعى لتحسين التحكم في المثانة، أو تعزيز الأداء الجنسي، أو تخفيف آلام الظهر… فإنها يمكن أن تكون أداة فعالة في مجموعة أدواتك الصحية.
والأمر المميز في تمارين كيجل هو أنها لا تتطلب أي معدات خاصة، ولا تحتاج إلى تخصيص وقت إضافي. يمكنك ممارستها في أي مكان وفي أي وقت.
ولكن تذكر أن الاتساق والمثابرة هما مفتاح النجاح. قد لا ترى نتائج فورية، لكن مع الممارسة المنتظمة والصبر، ستبدأ في ملاحظة التحسينات تدريجيا. وقبل أن تدرك، ستصبح تمارين كيجل جزءا طبيعيا من روتينك اليومي.
وإذا كانت لديك أي مخاوف صحية، أو إذا كنت غير متأكد من كيفية البدء، فلا تتردد أبدا في استشارة طبيبك. يمكنهم تقديم إرشادات دقيقة ومخصصة لاحتياجاتك الفردية.
في النهاية، تذكر أن رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة واحدة. واليوم، تكون قد اتخذت الخطوة الأولى نحو تحسين صحة قاع حوضك، وبالتالي… تحسين جودة حياتك ككل.

ابرز الاسئلة الشائعة حول تمارين كيجل
في هذا القسم سنتحدث عن عضلة سرية… عضلة صغيرة، منسية، لكنها تحمل بين اليافها مفتاح التحكم والقوة لكثير من جوانب حياتنا. سنتحدث عن تمارين كيجل، ليس كتمارين رياضية، بل كحوار صامت بينك وبين جسدك.
ما هي تمارين كيجل بالضبط، وما هي العضلة السحرية التي تستهدفها؟
تخيل يا اخي ان اسفل حوضك عبارة عن ارجوحة شبكية من العضلات. هذه الارجوحة تحمل اعضاءك الحيوية… المثانة، الامعاء، والرحم عند المراة. هذه الشبكة العضلية… هي ما نسميه “عضلات قاع الحوض”. انها الاساس الذي يرتكز عليه كل شيء.
تمارين كيجل هي ببساطة… فن شد وارخاء هذه الارجوحة العضلية بشكل واع ومقصود. [1]
ليست تمرينا للبطن. او للارداف. انها حركة داخلية، دقيقة، وغير مرئية للعين، لكن تاثيرها… يظهر في التحكم والقوة والثقة. انها ليست سحرا، بل هي علم التشريح في ابسط صوره واكثرها فعالية.
كيف يمكنني تحديد عضلة قاع الحوض—”عضلة كيجل”—بشكل صحيح ودقيق؟
هذه هي الخطوة الاهم على الاطلاق. لانك اذا استهدفت العضلة الخاطئة… فكل مجهودك سيذهب هباء.
هناك طريقتان لتجدها.
الطريقة الاولى—وهي مجرد اختبار لمرة واحدة فقط، وليست تمرينا—اثناء التبول، حاول ان توقف تدفق البول في منتصفه. تلك العضلة التي قمت بشدها للقيام بذلك… هي بالضبط عضلة قاع الحوض. هل شعرت بها؟ تلك هي. لا تكرر هذا كتمرين، لان ذلك قد يضر بالمثانة. [2]
الطريقة الثانية—اكثر امانا—تخيل انك تحاول منع خروج غازات من الشرج. العضلة التي تشدها للقيام بذلك هي ايضا جزء اساسي من عضلات قاع الحوض. بالنسبة للرجال، عند شدها امام المراة، قد تلاحظ ارتفاعا طفيفا في الخصيتين وحركة بسيطة في قاعدة القضيب.
ما هي الطريقة الصحيحة خطوة بخطوة لاداء تمارين كيجل للرجال؟
الجمال في هذه التمارين هو انك تستطيع اداءها في اي مكان… وانت جالس في مكتبك، او تقود سيارتك، او تشاهد التلفاز. لا احد سيعرف.
- افرغ مثانتك تماما: لا تقم بها ابدا ومثانتك ممتلئة.
- اجلس او استلق: اختر وضعية مريحة.
- القبض: قم بشد عضلة قاع الحوض التي حددتها سابقا. فقط هذه العضلة. تاكد من ان عضلات بطنك وفخذيك ومؤخرتك مرتخية تماما. تنفس بشكل طبيعي… لا تحبس انفاسك.
- الثبات: استمر في قبض العضلة لمدة ثلاث ثوان. في البداية قد تبدو صعبة… لا باس.
- الاسترخاء: ارخ العضلة تماما لمدة ثلاث ثوان كاملة. هذا الاسترخاء لا يقل اهمية عن القبض.
هذه الدورة—قبض، ثبات، استرخاء—هي تكرار واحد.
ما هي الفوائد المحددة والمثبتة علميا لتمارين كيجل للنساء (بعد الولادة وسلس البول)؟
بالنسبة للمراة… هذه التمارين ليست رفاهية، بل هي ضرورة احيانا. تخيل ان الحمل والولادة يشبهان زلزالا يضرب اساسات مبنى. هذه الارجوحة العضلية—قاع الحوض—تتمدد وتضعف بشكل كبير. النتيجة؟ قد تفقد المراة جزءا من قدرتها على التحكم في المثانة، فتعاني من تسرب البول عند الضحك او العطس او حمل شيء ثقيل (ما يسمى بسلس البول الاجهادي). [3]
هنا ياتي دور تمارين كيجل كفريق اعادة بناء. انها تعيد القوة والمرونة لهذه العضلات، فترفع المثانة وتدعمها، وتستعيد المراة سيطرتها وثقتها. انها تساعد ايضا في الشفاء بعد الولادة وتقليل خطر هبوط اعضاء الحوض.
متى تبدا نتائج تمارين كيجل بالظهور، وكم من الوقت يجب ان استمر عليها؟
الصبر يا اخي… الصبر. هذه ليست حبة دواء سحرية. انها بناء عضلي بطيء وثابت. لا تتوقع ان تشعر بالفرق في يوم او يومين. في معظم الحالات، ستحتاج الى بضعة اسابيع… وربما شهرين الى ثلاثة اشهر… من الالتزام اليومي لتبدا بملاحظة تحسن حقيقي في التحكم او القوة. [1]
وكم يجب ان تستمر؟… هذا هو السؤال الاهم. تمارين كيجل ليست علاجا مؤقتا. انها تغيير في نمط الحياة. تماما مثلما تفرش اسنانك كل يوم للحفاظ عليها، يجب ان تستمر في اداء هذه التمارين بانتظام للحفاظ على قوة عضلات قاع حوضك. انها استثمار طويل الامد في صحتك.
ما هو عدد التكرارات والجلسات اليومية الموصى بها لتحقيق افضل النتائج؟
الهدف الذي يمكنك ان تسعى اليه هو ثلاث مجموعات في اليوم. كل مجموعة تتكون من 10 الى 15 تكرارا. لكن… لا تبدا بهذا الرقم. اذا كنت مبتدئا، ابدا بما تستطيع. ربما خمسة تكرارات فقط في كل مجموعة. الاهم هو الاداء الصحيح، لا العدد. عندما تشعر بانك اصبحت اقوى، يمكنك زيادة مدة القبض من ثلاث ثوان الى خمس، ثم الى عشر. يمكنك ايضا زيادة عدد التكرارات تدريجيا. استمع الى جسدك… هو افضل مرشد لك. [4]
هل هناك اي اضرار او اخطاء شائعة يجب تجنبها عند ممارسة تمارين كيجل؟
نعم. وبشكل مفاجئ، الضرر لا ياتي من التمرين نفسه، بل من طريقة ادائه الخاطئة. الخطا الاكبر والاكثر شيوعا هو استخدام العضلات الخاطئة. كثير من الناس يقومون بشد عضلات بطنهم او فخذيهم او مؤخرتهم بدلا من عضلة قاع الحوض. هذا لا يساعد ابدا، بل قد يسبب الما في الظهر. الخطا الثاني هو حبس الانفاس. يجب ان تتنفس بشكل طبيعي ومريح اثناء التمرين. الخطا الثالث هو المبالغة. القيام بعدد كبير جدا من التكرارات قبل ان تكون مستعدا يمكن ان يسبب اجهادا للعضلة ويجعل المشكلة اسوا. [2] تذكر دائما… الدقة اهم من القوة.
هل تختلف طريقة اداء تمارين كيجل بين الرجال والنساء؟
بصراحة… لا. العضلة هي نفسها. ومبدا العمل—القبض والثبات والاسترخاء—هو نفسه تماما. الاختلاف ليس في “كيفية” الاداء، بل في “سبب” الاداء. النساء غالبا ما يقمن بها لمواجهة اثار الحمل والولادة او هبوط الرحم. الرجال يقومون بها لتحسين التحكم في القذف، تقوية الانتصاب، او للتعافي بعد جراحات البروستاتا. [5] لكن الحركة الداخلية الدقيقة… هي ذاتها للجميع.
اذا لم استطع اداءها بشكل صحيح، فهل هناك اجهزة او علاجات بديلة لتقوية قاع الحوض؟
نعم، ولحسن الحظ، انت لست وحدك في هذا. اذا كنت تجد صعوبة حقيقية في تحديد او عزل العضلة، فالخطوة الاولى هي التحدث مع طبيب او اخصائي علاج طبيعي متخصص في قاع الحوض. هناك تقنيات مساعدة متقدمة. احدها يسمى “الارتجاع البيولوجي” (Biofeedback). يقوم الاخصائي بوضع مجسات صغيرة تساعدك على “رؤية” نشاط عضلاتك على شاشة، حتى تتاكد من انك تستخدم العضلة الصحيحة. [6] في حالات اخرى، يمكن استخدام التحفيز الكهربائي الخفيف لمساعدة العضلة على الانقباض وتعليمك كيف تشعر بذلك.
خلاصة القول: هل تمارين كيجل تستحق حقا كل هذا الجهد والالتزام؟
انها لا تستحق الجهد فقط… بل هي واحدة من اذكى الاستثمارات التي يمكنك القيام بها في صحتك الجسدية على المدى الطويل. انها ليست حلا لمشكلة واحدة، بل هي تقوية للاساس الذي ترتكز عليه صحتك البولية والجنسية. انها تمرين صامت، غير مرئي، يعيد اليك درجة من التحكم في جسدك قد تكون فقدتها او لم تكن تعرف انك تملكها اصلا. انها ليست وهما او خرافة… انها علم تشريح بسيط، مباشر، وفعال بشكل مذهل.